.
الجنرالالمدير العام
عدد المساهمات: 38
نقاط: 111
السٌّمعَة: 0
تاريخ التسجيل: 09/04/2009
مساهمة رقم 1
قصة حياة الزعيم مصطفي كامل الجزء الاول
من طرف الجنرال في السبت مايو 02, 2009 3:47 pm
"إن من يتسامح في حقوق بلاده ولو مرة واحدة يبقي أبد الدهر مزعزع العقيدة.. سقيم الوجدان".. هكذا كانت رؤيته، كانت قوة روحه أكبر من طاقة جسده فملأ الدنيا ضجيجا حتى علمت بقضيته..
في 14 من أغسطس 1874م ولد مصطفى كامل لأب يعمل ضباط بالجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره.
تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، ثم التحق بالمدرسة الخديوية وفيها أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وحصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره.
التحق بمدرسة الحقوق سنة 1891م وأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، ثم تنقل بين عدد من الجمعيات.
بعد عامين ترك مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق "طولوز"، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق، وكتب في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية.
بعد عودته إلي مصر رفض الوظيفة الحكومية التي كانت في رأيه ستضعه تحت سيطرة الاحتلال البريطاني، وبدأ حياته العملية كمحامي مبتديء.
لمع اسمه في بلاط صاحبة الجلالة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال الثقافة والفكر في فرنسا، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه.
بين الديني والوطني
عباس حلمي الثاني
في 13 أبريل عام 1895 سافر مصطفي كامل للدعوة للقضية المصرية علي نفقة الخديوي عباس حلمي الثاني وكان حينها عمره 21 عاماً.
ووفق كتاب د محمد أنيس " صفحات مطوية من حياة الزعيم مصطفى كامل " نقرأ : " ولما علم بسعي البعض لدي الخديوي لارجاعه اجابه لطلب جافيو ودلونكل أرسل إلي عبد الرحيم أحمد بتاريخ 4 اغسطس 1895 رسالة يقول فيها:
أخبركم أن من طباعي وربما عرفتم ذلك في أني حر فوق مرتبة الأحرار لا أخالف ما تأمرني به سريرتي ولا تأمرني كما تعلمون الا بما فيه رعاية مصلحة العزيز والوطن المحبوب وما فيه الذمة والشرف. وآسفاه عليك يا مصر التعيسة – وآسفاه علي فتاك الذي تغرب عنك لاسعافك ونصرتك معتمدا علي كل من في قلبه ذرة من الوطنية فاذا ما وصل هذه الديار وابتدأ في خدمة الأوطان قامت هذه الخصوم وبعض الأحباء ودست له الدسائس ولم يجد له إلا في شخص الأمير أعزه الله عضدا ونضيرا – أي وطني يوافق علي رجوعي بعد أن صرت للانكليز العدو الآلد والخصم الأشد وأي يأس يستولي علي المصريين الذين لا يعلمون يومئذ سبب رجوعي " .
وبنفس الخطاب يقول:
" افيدكم انه لابد لي من سياحة في برلين وبطرسبورج وقد أخبرتكم في خطابي الذي أرسلته من فينا أن ما لدي من النقود لا يكفيني الا لآخر سبتمبر ولعلكم لا تستغربوا من ذلك وأنتم تعلمون أني أصرف كثيرا جدا في الولائم الخصوصية والهدايا العاملان الوحيدان في جلب الكتاب الينا " .
واقترح عليه عبد الرحيم احمد بك أن يشيع انه تريد تحصيل شهادة الدكتوراه في علم الحقوق أو شهادة من مدرسة العلوم السياسية لتدفع بذلك ما تجاسر بعض الناس علي النصح به من عودته.
ثم طلب الخديوي من كامل في نفس العام أن يعود إلي مصر، فأرسل كامل رسالة لصديقه محمد فؤاد سليم يقول له فيها إن الخديوي عباس لم يعد يرسل له المال الكافي لكنه مصمم علي عدم الرجوع ويطلب من أصدقائه في مصر من أجل الوطن أن يمدوه بالمال.. واضطر كامل للعودة في 9 يناير 1896 ولم يقابله الخديوي بل وتجاهل التماساته في طلب المقابلة.
واصل حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطاني، وسافر إلي برلين وأصبح اسمه من الأسماء المصرية اللامعة في أوربا، وتعرَّف على الصحفية الفرنسية الشهيرة "جولييت آدم"، التي فتحت صفحات مجلتها "لانوفيل ريفو" ليكتب فيها، وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية؛ فألقى بعض المحاضرات في عدد من المحافل الفرنسية، وزار العديد من الدول الأوربية الأخرى، لإلقاء الخطب وكتابة مقالات في الجرائد لتدعيم القضية المصرية. كما قام بزيارة القسطنطينية لوجود صراعات عديدة مع حاشية السلطان حيث تم منحه لقب باشا.
نشر مقالاته في صحف عديدة أهمها "المؤيد" التي كانت وثيقة الصلة بالخديوي عباس الثاني. لكنها أبدت نوعًا من الفتور في نشر بعض مقالاته بعد فتور علاقاته مع الخديوي. وفى 2 يناير 1900 نجح في إصدار جريدة "اللواء" التي انطلق منها للدفاع عن قضيته.
وفي هذا الصدد يؤكد المؤرخ لمعي المطيعي أن مصطفي كامل كان يجاري الخديوي بسبب علاقته به في عدد من المواقف كموقفه من الثورة العرابية ومن الدولة العثمانية ومن فرنسا، حتى إن موقفه من حركة تحرير المرأة وهجومه علي قاسم أمين كان حسب تعبير سعد زغلول في مذكراته "تقربا إلي الباب العالي ونفاقا لذوي الأفكار المتأخرة".
وقد زاوج كامل بين النزعة الدينية والنزعة الوطنية وهذا ما أبعده عن احمد لطفي السيد بل وشن عليه حملة عام 1907 عندما أنشأ جريدته "الجريدة" واشتم فيها رائحة العلمانية التي كان يرى أنها غير صالحة لإصلاح الأمة في ذلك الزمان.
في عام 1905م اشتد به المرض وبعد عام وقعت حادثة "دنشواي" الشهيرة، فقطع علاجه في باريس، وسافر إلى لندن، وكتب مجموعة من المقالات العنيفة ضد الاحتلال لكشف بشاعة الحادثة والأفعال التي اقترفها البريطانيون ، والتقى هناك بالسير "كامبل باترمان" رئيس الوزراء البريطاني، الذي عرض عليه تشكيل الوزارة، ولكنه رفض هذا العرض.